أثرت وبشدة ثورة الشباب 25 يناير بشكل لم يكن يتخيله الكثير من الأشخاص, أسهمت هذه الثورة في إعادة صياغة الكثير من المصطلحات المتداولة فيما بين الشباب في العالم الإفتراضي "الإنترنت" والحقيقي بشكل مؤثر للغاية ...
من ضمن تلك المصطلحات او الأمور التي كنّا نعتقدها بشكل غريب هي :
الشبكة الاجتماعية Facebook.
لم يكن موقع الشبكة الاجتماعية Facebook أكثر من مجرد أداة لتصريف وقت الفراغ الزائد لدي الشباب جرّاء البطالة او نظام التعليم المُحبط. ويستخدمه شريحة كبيرة "لا جماعية" من المستخدمين في الأمور الترفيهية البحتة وشئون تضييع الوقت. ما لبثت ان تكون هذه صورة Facebook حتي تحول إلي منبع حركة الثورة وبدأت منه, واختلفت نظرة الكثير وأعاد الكثير النظر في طريقة استخدام Facebook بعد رجوع خدمة الإنترنت أثناء أيام الثورة.
موقع التدوين المصغر Twitter.
ظل عدداً كبيراً من الناس لا يقدم إسهامات مهمة في تويتر إلا قليلاً من بعض الشخصيات البارزة والكُتّاب والصحافيين والمدونين, وقد ساهم موقع تويتر في نشر الكثير من أخبار الثورة وتحركات الثوار بشكل فوري ولحظي. وأستخدم الثوار موقع تويتر لبث الأخبار السريعة فيما بينهم لتنتقل بشكل لحظي لملايين البشر في مصر والعالم.
قطاع الإنترنت في مصر.
أثبتت الثورة ان سياسة تكميم الأفواه وقطع خدمات الإنترنت لم ولن تخمد نيران الثورة المشتعلة, أصبحت وسيلة التواصل ليست فقط متوقفة علي الإنترنت, فقد قام الثوار بأجمل ملحمة تواصل فيما بينهم وبين وسائل الإعلام المختلفة عبر الهواتف المحمولة والهواتف الثابتة لنقل كافة الأخبار وبشكل سريع و فوري. وبذلك تغيّرت عادة استخدام الانترنت لغرض ترفيهي بحت.
الحق في المعرفة وحرية الرأي.
لا شك ان حِقَب زمنية منصرمة, سيطرت فيها الساسة والمسئولين علي الحق في المعرفة وحرية الرأي, فنجد اننا ندرس تاريخ حديث به بعض المغالطات وأمور غير صحيحة لتعلية شأن أشخاص بعينهم عن آخرين, وأن هناك قيود علي حرية الرأي بشكل واضح وصريح. الآن وبعد ثورة 25 يناير أصبح هناك حرية رأي وحق في المعرفة وأصبح كل شخص لديه القدرة ان يقول "لا" وان يطالب بحقه في المعرفة.
المنظومة الإعلامية.
سابقاً كان الإعلام المصري, وأغلب الإعلام العربي; لا يحترم عقلية الجمهور. ويتحكم في تشكيل الصورة العامة لأحوال البلاد لدي عامة الشعب, وتسعي الثورات العربية التي قامت من تونس مروراً بمصر وبعض الدول العربية الأخري إلي المناداة بإعلام صادق يحترم عقلية المشاهد ويتقي فيه الله. بينما بعد الثورة أنتهت سياسة "القطة العامية" و "تكميم الأفواه" وأتجهت المنظومة الإعلامية إلي احترام المشاهدة وعدم تضليله كما حدث في التليفزيون المصري أثناء ثورة 25 يناير.
حق ممارسة الإنترنت.
يظل "بعض" الأباء والأمهات وحتي "بعض" المسئولين في أجهزة الإتصالات والإنترنت ان الإنترنت أقل من ان يكون حق ومطلب شرعي لكل شخص يستطيع الولوج إليه بدون اي معوقات تمنعه من ذلك, ولدي البعض تحفظات حول إبداء الرأي بحرية خوفاً من بطش الأجهزة الرقابية. علي سبيل المثال عمليات القبض علي المدونين والناشطين السياسيين الذين يمارسون حقهم في التعبير عبر الإنترنت, بينما بعد ثورة 25 يناير أصبح الكل بلا استثناء كبير وصغير من الجنسين يعرف جيداً كيفية تأثير الإنترنت كعالم إفتراضي مرادف تماماً للعالم الحقيقي الذي نعيشه.