ها نحن نستقبل عاماً جديداً من القرن الحادي والعشرين. وقد دَرَجَ الناسُ علي الاحتفال بالعام الميلادي الجديد آملين أن يكون أفضل من العام الذي يسبقه. وكعادة الدنيا والناس مواجهة الظروف بحُلوها ومُرها وقد واجهت مصر عدة مشاكل في بداية العام أشهرها حادثة الإسكندرية, وواجهت انا شخصياً مشكلة عامة في أكثر مدينتين قُرب من قلبي وهم دسوق والإسكندرية …
كما يعلم الكثير من متابعين كتاباتي شغفي بالتأمل في حال المارة والحياة عامة من حولي بعيداً عن الانشغال بحال الناس ومراقبتهم تفصيلياً لأن من راقب الناس مات هماً. بينما تحتم عليّ في الفترة السابقة التنقل بين مدينتي دسوق والإسكندرية لاحظت العديد من المشاكل التي باتت تُهدد استقرار اي مدينة.
المشاكل التي قمت بتحسسها اخطر من المشكلات السياسية والمشكلات المصيرية او حتي الكوارث الطبيعية. فعلاً مشكلات رأيتها عويصة نتيجة لعولمة طاغية واستسلام تام من العنصر البشري لهذه العولمة وتغيّر تام في عاداتنا وتقاليدنا التي فقدناها وأصبح فقدانها يهدد المدينة بشكل رهيب.
مشكلة الشباب والبنات
فئة كبيرة من شبابنا الجميل المفترض به ان يكون جمرة نشاط مُشعّة تٌسخّر جهودها لإثراء المجتمع من حوله, باتت جمرتنا الجميلة جمرة خبيثة, اصبحوا مهتمين بالتدخين والمخدرات بدلاً من الرياضة البدنية والرياضة الذهنية, اصبحوا متيمين بالموضة والبنطلون المتسقط والسلاسل والتاتّو وأصبح كل هم الشباب هو جني المزيد من الأصدقاء البنات للعديد من الأغراض, وغابت الأخلاق والقيَّم الجميلة للشباب. اما البنات حدث ولا حرج نفس اعراض العولمة ونفس العادات والسمات تقريباً.
من أبرز المواقف التي جعلتني ارغب في الشروع بكتابة هذا المقال هو غياب الروح المسلمة والروح الشجاعة الطيبة لدي الشباب, زمان كان لدي الشباب روح تطوعية ونشاط جميل يفوح من الشاب كالزهرة التي تفوح برائحة جميلة. اما الآن اصبحنا نري مشهد متكرر في وسائل المواصلات المختلفة وهو “شاب يجلس علي كرسي في الاوتوبيس او الترام ويقف امامه رجل او امرأة عجوز يسند علي مسند المقعد او احد أعمدة العربة” دون اي اعتبار للعجوز الواقف امامه …! ايضاً يتسكع الكثير من الشباب بسياراتهم في الشوارع بسرعات كبيرة غير أبهين بسلامة المارة او بظروف المارة بطيئوا المرور من كبار السن والمرضي. اما ما يغضبني كثيراً هو دخول الشباب في نقاشات حادة لها علاقة بالميول الرياضية وفي نهاية النقاش يتهم احدهم الآخر بانتمائه لنادي الزبالك, والآخر يخبره بأنك جهلاوي :) لا اشعر مدي سعادتهم واستفادتهم من السباب والشتائم.
اما الخطة المتينة لإنقاذ المدينة فهي :
التحلي بالأخلاق ثم التحلي بالأخلاق ثم التحلي بالأخلاق. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقال أمير الشعراء أحمد بك شوقي “انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا”
التحلي بالأخلاق هي احد الحلول لإنقاذ مجتمعنا من الانهيار, اذا التزمنا بالأخلاق سوف نجد حال الشباب يتحول من ما هو عليه للأفضل, و سوف تزيد حالات التعاون بين الناس ومساعدة الآخرين و سوف يعم السلام والخير المدينة.
التحلي بالآداب العامة ايضاً احد الحلول المهمة التي تسهم في مسح المشهد السيئ من صورة مجتمعنا وشبابه الذين هم رجال المستقبل وأعمدة الدولة. الآداب العامة سوف تجعل موضة البنطلون المتسقط تختفي و سوف تجعل الألفاظ النابية السهلة علي لسان الشباب تختفي و يحل مكانها التعاون فيما بين الشباب للرقي بأسلوب حياتهم وإعادة نظر في هيكلتها.
تقدير الآخرين ومشاعرهم لا تقل أهمية عن اياً من عناصر الخطة المتينة لإنقاذ المدينة من الانهيار, روح التعاون جميلة ومساعدة الآخرين أجمل, وسماع كلمات الشكر والثناء أعظم وأجمل, فما المانع من اثراء روح التعاون وتنمية دور الفرد نفسه في المجتمع من حوله.
التخلي عن العصبية الجاهلية وهي كانت احدي سمات العرب أيام الجاهلية هي التعصب للقبيلة او العشيرة او الأسرة وتمجيد ما تنتمي إليه علي حساب كل ما يضاهيه في القيمة. كمثل من يشجع النادي الفلاني ويسب النادي العلاني ومشجعيه ..! علي الرغم ان كل هذه الأندية قد تكون أندية مصرية وفي النهاية تصب في سمعة مصر رياضياً واخلاقياً او حتي أندية أجنبية عالمية والموضوع برمته لا يختلف كثيراً. لأن قال الله تعالي “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٍ من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيراً منهن ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون” صدق الله العظيم. ويجب علينا ان نعيش كرام تحت ظل العلم حتي تبقي مصر عزيزة بين الأمم.
استغلال الوقت الاستغلال الأمثل وممارسة الهوايات النافعة والتي تنمي مهارات الانسان وتقوم بإشباع ذاته والابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين وتعاطي المخدرات.
كن صديق وفي لصديقك, انصحه, اقف بجانبه في مشاكله لا تساعده علي الاقدام علي فعل الشر انما ساعده علي عمل الخير لذاته وللآخرين ولا تكن من اتباع الشيطان.
استغل وقت فراغك الاستغلال الأمثل فما رأيك بقراءة كتاب جديد؟ او ممارسة الرياضة بدلاً من التشجيع الأعمي؟ ما رأيك في استغلال وقتك علي الإنترنت في عمل مدونة مجانية ومشاركة خبراتك ومهاراتك ومساعدة الآخرين؟
انشر الخير بين الناس, انشر النصائح وأبيات الشعر الجميلة والآيات القرآنية العظيمة والأحاديث النبوية القيّمة ولا تنشر الإسفاف والصور الإباحية والفِتَن. وتأكد من مصدر وصحة المعلومة قبل نشرها “انظر هذا المقال”.
اسأل الله الهداية للجميع.