هذا السؤال مهم في علم الحشرات و علوم البيئة الأخري, حيث يجمع العلماء فراشات الليل بأفخاخ ضوئية. و مع ذلك ليست هناك إجابة واحدة عامة متفق عليها. فمن بين مئات بل آلاف أنواع فراشات الليل الموجودة, لا ينجذب الكثير منها إلي الضوء. و نحن نميل إلي ملاحظة الفراشات التي تفعل ذلك, خاصة عندما تضحي بنفسها. و حتي هذا النوع يتضمن فراشات مختلفة, بعضها يتخذ مسارا لولبياً إلي الداخل, و الأخري تتجه مباشرة إلي الضوء, لكنها تتخذ مداراً بعد ذلك …
و تختلف هذه الظاهرة أيضاً تبعاً لأوقات الليل المختلفة و كذلك لجنس الفراشات. هناك افتراض ما بأن الذكور لا تنتبه إلي الحرارة و تصدر رائحة من الشموع لجذب الإناث.
و لوضع القمر و طوره و مدي إمكانية رؤيته تأثير أيضاً علي هذه الظاهرة, و تفترض أغلب التفسيرات أن فراشات ليلية معينة تطورت لاستخدام الضوء الطبيعي للتوجه في الليل. و هناك فرضية قديمة تتضمن أن الفراشات تسبح في الهواء بالمحافظة علي زاوية حادة مع ضوء القمر, و هذا يعني يعني اتخاذ مسار لولبي نحو ضوء اصطناعي ثابت. و البديل لذلك أن الفراشات قد تتوجه نحو السماء في اتجاه الضوء الطبيعي, للهروب من الكائنات المفترسة أو قبل انطلاقها في رحلات إلي مستويات عالية.
بمجرد اقتراب الفراشات من الضوء اللامع, فإنها ربما تصبح عمياء, أو غير مدركة للاتجاهات أو مشوّشة بسبب الأوهام الضوئية التي تبدو كمناطق آمنة أكثر من ظلمة بالقرب من حافة الضوء.