الصداقة و الحب من أسمي العلاقات الإنسانية علي الإطلاق, وهم من ضمن العلاقات الطبيعية التي تتواجد بداخل كل إنسان و يسعي إليه كل فرد بحُكم ان الانسان كائن إجتماعي بطبيعته و يحب ان يكون فرد فعّال داخل مجتمع يحقق العدالة الإنسانية و احترام الذات. هذا هو العالم الحقيقي و الملموس. بينما في العالم الإفتراضي رأيت الكثير من الأمور المؤسفة و القصص الهزلية و التي غالباً تنتهي بمأساة تحت ستار الصداقة و الحب و الإرتباط من خلال المجتمعات الإفتراضية كالإنترنت و الهاتف المحمول …
وجهة نظري في أساس العلاقات بين اي طرفين
العلاقة بين اي شخصين في اي مجتمع طبيعي سواءً كانت حب او صداقة او قرابة او ارتباط من اي نوع تحتاج مُعايشة لكي تكون العلاقة في ظل واقع ملموس و ليست مبنية علي هواجس او شعور وهمي لا علاقة له بالحقيقة, ولكي تعرف مدي جدية العلاقة من الطرف الثاني و حتي تستطيع التخطيط جيداً لمستقبل هذه العلاقة.
اتحدث تحديداً :
عن ما تتناوله وسائل الإعلام المتنوعة مثل البرامج التليفزيونية و بعض المقالات و المناقشات عبر الإنترنت من تفاقم مشكلة علاقات الشباب و البنات من خلال وسائل غريبة كانت العلاقات عبرها دخيلة او غريبة علينا كمجتمعات عربية مثل استخدام البريد الإلكتروني “الدردشة”, الشبكات الإجتماعية, الهاتف المحمول.
واقع يدور حولي
اسمع من العديد من المصادر عن هذه القصص التي تحدث بالفعل و من مصادري و هم بعض البرامج التليفزيونية و بعض الأبواب المتعلقة بأمور الشباب في الجرائد المحلية “مراسلة المحرر” عوضاً عن حواديت يرويها لي الأصدقاء وبعض النماذج الحقيقية صادفتها شخصياً في أحد المنتديات …
مما يُثير اشمئزازي رسائل الإهدائات SMS في القنوات الفضائية و غالباً ما تجتمع في تلك الرسائل أسلوب واحد “هاي انا شاب وسيم ابحث عن فتاة جميلة للحب او للصداقة” و العكس صحيح “أنا فتاة جميلة ابحث عن شاب لتبادل الحب او عن شاب يحتويني”.
و بالبلدي “الحب من أول نبرة” :) من الأشياء التي استغرب كثيراً ! تخيل نفسك تتصل بك فتاة ذات صوتٍ حنون ملئ بالشجن لتسألك “أنت فُلان”؟ لترد عليها ببساطة “لا الرقم غلط” ثم ترد “آسفة علي الإزعاج” ثم تقول انت “صوتك جميل, وقعت في غرامك من صوتك”! و العكس صحيح و تبتدي العلاقة العاطفية! و قد تتبدل لشئ آخر غير ذلك و قد يصل الأمر ليكون جريمة سرقة او نصب و هلم جره …
الأسباب من وجهة نظري
الفراغ الشديد لدي الشباب
مما لا شك فيه ان أغلب الشباب هذه الأيام يمتلك وقت فراغ رهيب و حالة من الكسل و الفقر الفكري و الثقافي الكبيرة بالإشتراك مع المشاكل اليومية التي قد تواجه الجميع هي احدي الأسباب في انتشار هذه العلاقات الغريبة.
ضعف الوازع الديني
ايضاً ضعف الوازع الديني عند الشباب له دور أساسي في انتشار هذه العلاقات بين الشباب.
عدم احتواء الشباب من قِبَل زويهم
اري من وجهة نظري ان حرمان الشباب و البنات من الحب و الحنان و الإحتواء من الأهل هو سبب لجوء الطرفين للبحث عن هذه الصفات التي طالما غابت عن اسرتنا العربية و هم الحب و الحنان و الإحتواء.
بماذا انصح الشباب !
علي الرغم من كوني شاب في العشرينات من عمري ولكن يحزنني كثيرا ما اراه من تصرفات كثيرة للشباب و البنات في مثل سني او من اعمار متقاربة, و لذلك انصح كل من تربطة علاقة عاطفية صوتية في مكالمة تليفونية و كل من توهم بعلاقة حب و عشق عبر الإنترنت بأن يواجه نفسه بالحقيقة و بالعقل و بالمنطق و يقارن بين وجود هذه العلاقة في إطار ملموس و شرعي و بين وجودها في الهواء الطلق مع أسلاك شبكة الإنترنت.
كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته !
الرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته و المرأة راعية لأهل بيتها سواءً كان رعاياها زوجها, أولادها او اخوتها و اخواتها, حاولوا إحتواء شبابكم و بناتكم بالعقل و الحكمة و الموعظة, اقتربوا منهم – بالبلدي “صاحبوهم” – قرّبوا منهم, اسألوهم عن مشاكلهم في الحياة في الدراسة حتي عن مشاكلهم الصحية او العاطفية. دائماً انصحوهم بأنه لا يصح الا الصحيح و خذوا بيديهم لبر الآمان.
يطول الحديث …
الحديث عن مشاكل الشباب و البنات لا نهاية له في ظل عدم المسئولية و اللامبالاة الغريبة التي لبثت في كل شاب و فتاة و لكن ما أطمح إليه ان اراهم في الشارع امام عيني بحال طيب … الله من وراء القصد :)